السلامة المهنية: كيف نحمي أنفسنا في حياتنا اليومية؟
السلامة المهنية: كيف نحمي أنفسنا في حياتنا اليومية؟
د. مصطفى ركين
2025-06-18
نحن نعيش في عالم سريع الإيقاع مليء بالمخاطر المحتملة. لذلك، لا تقتصر أهمية الصحة والسلامة على المصانع أو مواقع البناء. بل تمتد إلى حياتنا اليومية في المنزل، وفي الطريق. كما تشمل أماكن العمل والدراسة. إن وعي الإنسان بمخاطر محيطه وقدرته على التصرف السليم أمر حيوي. وهذا هو ما يصنع الفرق بين حادث يمكن تفاديه وسلامة دائمة.
مفهوم الصحة والسلامة المهنية:
هو علم وفن يُعنى بتحديد الأخطار التي تهدد الإنسان. كما يعمل على تقييمها والتحكم بها في بيئة العمل. يركز هذا العلم بشكل خاص على الوقاية. بالإضافة إلى ذلك، يسعى لتوفير بيئة آمنة ومريحة.
من العمل إلى الحياة اليومية:
نحن نمارس مبادئ السلامة في حياتنا اليومية دون أن نشعر. فعلى سبيل المثال:
- عند القيادة: نضع حزام الأمان، ونتبع إشارات المرور، ونتجنب السرعة الزائدة.
- في المطبخ: نتأكد من غلق أنبوبة الغاز بعد الاستخدام، ونستخدم القفازات لتفادي الحروق.
- في استخدام الأجهزة الكهربائية: لا نلمس الأجهزة بأيدٍ مبللة، ونتجنب تحميل الوصلات الزائدة.
- أثناء التنقل أو استخدام السلالم: ننتبه للأسطح الزلقة ونستخدم الدرابزين.
أهمية التثقيف والسلامة في المجتمع:
قد يؤدي غياب الثقافة الوقائية إلى حوادث جسيمة يمكن تجنبها. تشمل هذه الحوادث الحرائق المنزلية أو التعرض لمواد كيميائية خطيرة. فمثلاً، تحدث كثير من حوادث الاختناق بسبب استخدام الفحم أو المدافئ. تقع هذه الحوادث داخل المنازل نتيجة لضعف الوعي حول التهوية المناسبة.
دروس من الحياة الواقعية:
أظهرت جائحة كوفيد-19 أهمية الالتزام بإجراءات السلامة الصحية. ومن هذه الإجراءات ارتداء الكمامات، وغسل اليدين، والتباعد الاجتماعي. أصبحت هذه الممارسات جزءًا من “السلامة اليومية”. ونتيجة لذلك، أنقذت ملايين الأرواح. وقد أثبتت كيف أن الوعي البسيط يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا.
دور طلاب الصحة والسلامة المهنية:
أنتم مستقبل هذا المجال الحيوي. لذلك، مسؤوليتكم لا تقتصر على الالتزام الشخصي فقط. بل يجب أن تشمل التثقيف والتوعية والتأثير في المحيطين بكم. أن تكون مختصًا في السلامة يعني أن تكون مرشدًا. ويعني أيضًا أن تكون قائدًا للتغيير الإيجابي.
خاتمة:
الصحة والسلامة المهنية ليست مجرد تخصص أكاديمي. بل هي في الحقيقة أسلوب حياة. كل قرار صغير نتخذه يوميًا هو مساهمة قيمة. يبدأ الأمر من ارتداء خوذة الدراجة إلى فحص طفاية الحريق. تساهم هذه القرارات في بناء بيئة أكثر أمانًا. دعونا نكون نموذجًا في الالتزام بالسلامة، وناشرين لهذه الثقافة في كل مكان.